زمان، كانت ماما بتحكي لنا حكايات جميلة قبل النوم، وكنا مبهورين بها جدا، وكانت بتجتهد كل يوم في تأليف قصة مختلفة.
وكانت "سندريلا" من أجمل الحكايات المحببة إلينا، وطبعا كانت سندريلا بالنسبة لنا صورتنا لما نكبر بالضبط، وإن أكيد في يوم هنقابل الفارس على الحصان الأبيض، وأحلامنا هتكون وردية، وكنا بنسمع كلام ماما من غير نقاش لثقتنا فيما تقصه علينا.
الجميل أن الحكي القصصي كان موروثا أخذناه من أمهاتنا، وطبقناه مع أولادنا، فكنت يوميا أحكي لأولادي قصة قبل النوم، وأواجه مشكلة اختيار قصة تناسب عمر ابنتي، وهي في االسابعة من عمرها، فقرأت لها قصة سندريلا المحبوبة لنا من صغرنا، وفوجئت بها بعد أن انهيت القصة تنظر لي باستغراب، كأنها تقول "إيه الكلام الفاضي اللي بتقوليه ده؟.. سألتها "ألم تعجبك القصة؟".. أجابت "لا طبعا.. ازاي تتعرض سندريلا لكل العذاب ده وتتحبس في البيت وتعذبها زوجة أبيها وابنتيها..، ليه معملتش ثورة؟ ليه مراحتش للضابط وقالت له يساعدها في القبض عليهم؟ أنا مش عجباني سندريلا لأنها جبانة و كسولة لا تستطيع حل مشاكلها، يعني ياماما كل واحد عنده مشكله يروح للجنية علشان تعطيه العصاية السحرية، واحنا كلنا عارفين أن مفيش جنية، أنا عايزاكي تحكيلي عن سندريلا قوية مش ضعيفة"..
وقفت مندهشة من كلام ابنتي ووعيها وتحليلها للقصة، عكس جيلنا تماما، الذي كان يسمع قصص ويحلم معها دون أي تعليق، ووجدت أن الحق مع ابنتي في كل كلمة قالتها، وسألت نفسي "ما الرسالة المراد توصيلها من هذه القصة؟.. لا شيء سوى الخيال الضعيف.. وفضلت بعد انهزامي أمامها أن تحكي لي هي، قصة قبل النوم".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!